للخـــــــــير عدة اوجــــه .....الحــــــــــلقة التانيــــة (شـــــــراء دواء) The second episode بقلم / صفاء بحر

للخـــــــــير عدة اوجــــه .....فكن للخـــــير داعيــــــا
الحــــــــــلقة التانيــــة
(شـــــــراء دواء)
الصحـــــة تاج علي رؤوس الاصحاء...وكلنا نتمني ان ننعم طيلة حياتنا بالصحة...وان تفارقنا العلل وتشرع في خصامنا...وان نظل نتمتع بالصحة والعافية ..وكثيرا ينتابنا الالم عند رؤية مريض يصارع المرض...وندعوا الله ان يخفف عنه ويشفيه...ولكن هل شعورنا بوقع الآم غيرنا...مثل شعور المريض نفسه..?
مهما كان شعورنا بالحزن على وجع الاخرين....يظل مجرد شعور يختبئ بداخلنا.. .وليس وجع جسدي نشعره ونحسه....ولكن يمكننا ان نتعاطف مع غيرنا ونقلل من حدة شعورهم بقسوة المرض....وذلك برفع الروح المعنوية...وابعادهم عن اي احباط قد يسبب لهم انتكاسة..ونختار مواضيع تحسن من نفسية المريض.. والابتعاد عن ذكر حديث قد يؤذي مشاعره...مثل موت احد بنفس المرض الذي يعاني منه.. .وبهذا العمل الانساني النبيل نكون قد قدمنا بطريقة غير مباشرة دواء معنوي...قد يساعد المريض في تحدي ازمته المرضية...فالحالة النفسية جزء من العلاج.
فشعور الانسان بغيره هي الانسانية بعينها ..وقد جاء في الحديث عن الرسول صل الله عليه وسلم قال : (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))
[أخرجه البخاري ومسلم ]

المؤمن يفرح لفرح أخيه المؤمن... ويحزن لحزنه .وهو عمل الخير بلا شك...لان للخير عدة اوجه فاختار وجها لتصنع الخير منه ...افعل كل ما بوسعك حتى يعم الخير كل مكان ...ولا تيأس وتعتقد في نفسك ان فعل الخير يحتاج فقط للمال ...فهناك اعمال خيرية اسعدت الملايين دون المال...ابتسامة على ثغرك قد تزرع فرحة بقلب احد .
و كما قال الشاعر ايليا ابوماضي :
قالوا الليالي جرعتني العلقما
قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك ان راك مرنما
ترك الكآبة جانبآ وترنما

اجعل الخير هو الصراط الذي تسير عليه ...وحث الاخرين لفعله ...والثواب عند الله كبير...
وعلى احدى الصيدليات اقبل رجل يحمل بيده ورقة عليها نوع دواء فناولها الي الصيدلي...فنظر اليها.. واشار بقلمه على الادوية وانزل مجموعة منها من ثم اخبره بسعرها....وذهل الرجل عند سماعه للسعر وادخل يده بجيبه واخرج محفظة نقوده ...وجمع منها فقط خمسين جنيه لا غير..لم يتبقى له شئ. وينقص المبلغ الذي معه عن قيمة الدواء مائة جنيه..وطلب من الصيدلي ان يسلمه الدواء وسيحاول ان يكمل له المبلغ فيما بعد...لم يعير الصيدلاني الموضوع اهمية...بل ببساطة ارجع الدواء الي الارفف وانصرف ليكمل عمله ...فغيره ينتظر وغيره لديه مال كافي لشراء كل هذه الصيدلية لو تتطلب الامر..وظل الرجل يطلب المساعدة لانقاذ فلذة كبده ... طفله المريض الذي يرقد باحدى اسرة المشافي ينتظر عودة والده حتي يأتيه بالدواء ..الا ان الجميع كان مشغولا بحاله.. ولم يكترثوا بامر هذا المحتاج الي مساعدتهم.. ولو فكروا قليل ...وكل متواجد بالصيدلية اخرج مبلغ خمس جنيهات لاكتمل المبلغ ..ولكن من يفكر بطريقة الخير ...الا القليل ...ولم يحتمل الرجل فاغرورقت عيناه بالدموع ففاض الحزن من والاسي مزق قلبه المفجوع على ابنه...وشعر بالعجز والذل ...وبأنه غير قادرا على انقاذ ابنه الذي يتضور من الالم وكلماته مازالت لها صدى ...فعند خروجه نادى عليه قائلا: 
ان جئت بالدواء ساشربه لن اقول انه لاذع ...لاني اريد العودة الي المنزل ومشاهدة توم وجيري حتى اضحك معهم ..واريد ايضا ان اخرج واللعب الكرة مع اصدقائي ...اريد ان اشفى من المرض ي ابي

هذه الكلمات تركت الرجل يبكي حتي ابتلت لحيته ..وعندما راى الكل منشغل عنه ولا احد يحس بضعفه وازمته ...انعكس خروجا بعدما لم تنجح كل محاولاته وتوسله..ودموعه.
الا ان الله رحيم بعباده ...وقد يسوق اليك شئ قد يئست منه فالله قد خص قلوب بعض عباده بالرأفة ...وهناك بشرا لهم في تقديم الخير نصيب.
فندح عليه احد المتواجدين واخذ منه اروشتة الدواء ودفع الثمن كاملا ...ثم ناول الرجل الدواء...وتمنى الشفاء العاجل لابنه وانصرف ....فزرع الرجل ابتسامة بحجم الكون ...وانهمرت الدموع بغزارة وشكر فاعل الخير امام الجميع و دعاء له بصالح الدعوات ..وخرج فرحا مسرعا ليخفف الآم ابنه من علله.

للخـــــير عدة اوجـــــــه......فكن للخـــــير داعيآ
بقلم / صفاء بحر 
قــــرة عــــــــين"
للخـــــــــير عدة اوجــــه .....الحــــــــــلقة التانيــــة (شـــــــراء دواء) The second episode بقلم / صفاء بحر 

عنوان الموضوع: "للخـــــــــير عدة اوجــــه .....الحــــــــــلقة التانيــــة (شـــــــراء دواء) The second episode بقلم / صفاء بحر "

إرسال تعليق

الاعضاء