للخــــــــير عدة اوجـــــــه..الحـــــــلقة الاولــــــــى(1) (عــــــــــادات طيـــــبـــة ) بقــــلم/ صفاء بحر The first episode

للخــــــــير عدة اوجـــــــه...فكن للخــــــــير داعيــــــا

الحـــــــلقة الاولــــــــى(1)

(عــــــــــادات طيـــــبـــة )

كما هو متعارف لكل شعب مسلم عادات رمضانية تختلف عن بقية الشعوب. وعلى هذا الاساس اشير الي احدى العادات الطيبة بربوع بلدي الحبيب والتي تنفرد بها عن سائر الشعوب.. لما في هذه العادة من سمات طيبة واخلاق اسلامية عالية...وهي ليست بعادة دخيلة ..بل انها متجذرة منذ القدم وتوارثها الاجيال رغم التقلبات التي طرأت علي المجتمع الا ان ذلك لم يؤثر في هذا العمل السامي الجميلـــــــ ....انه شعور نبيلــــــــــ........هو روح الانسانية ...وشعور الانسان اتجاه اخيه الانسان.

وهذه العادة تدل علي التكافل الاجتماعـــــــــي والسلوك الحسن للمسلم...ويحرص الجميع عليها...خصوصا في القرى ...وهو تنافس على عمل الخير....وهذه العادة الجميلة والظاهرة المميزة التى نحن بصدد التحدث عنها ...هي عادة الافطار الجماعي في الشارع العام امام المنازل ...حيث كل مجموعة جيران يخرجون طعامهم وشرابهم عند الافطار في شكل جماعات ...ومناداة كل شخص يمر من الطريق و قد ادركه الافطار خارج منزله...او هناك احدا لا يملك حق الافطار ولكن يمكنه الافطار عند اقرب شارع...فكل الشوارع تكتظ بالماكولات والمشروبات ...وهذا عمل جميل جدا.. ان تحمل طعامك لمشاركة الاخرين وكسب اجر في من لا يجد قوت يومه.
وقال الرسول صل الله عليه وسلم( اتق النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة)
اخرجه البخاري ومسلم

وهنا تبدا قصتنا مع الحاج (احمـــد الامين) ...هو رجل تجاوز السبعين من العمر...لم يرزق في حياته سوي ابن وحيد ...استشهد في حرب الجنوب...وتوفيت زوجته بعد موت ابنهما...لم يعد هناك احد يرعاه...وهو رجل كبير السن عليل الجسد...لا يقدر علي العمل لكسب المال... كل مايفعله يسحب قدماه المتعبتان ناحية احدى الاسواق القريبة من داره ويجلس تحت ظل شجرة يمد يديه للمارة لمساعدته.

وعندما يحين المساء يعود الي منزله شاكرا الله على نعمه عليه...ويخلد للنوم ...ويحلم بغدآ مشرق...والامل في نفسه لا يسلك طريق اليأس رغم ضنك العيش...لان ايمانه بالله جل جلاله اكبر من هموم وملذات هذه الدنيا الفانية.

بالامـــــس خرج عند باب منزله يتسأل عن ثبوت رؤية هلال رمضان...واخبره احدهم بان غدا الاثنين هو الاول من شهر رمضان الفضيل.. غمره شعور جميل وفرحة لا توصف ...لان رمضان هو من احب شهور الله الي قلب كل مسلم ...هو شهر عبادة...واخلاص لوجه الله...فتوضأ وركع ساجدا لله شاكرا له...وتناول بقربه كوب ماء من ثم اوى الي فراشه...فهو لا يملك حق العشاء والسحور كغيره....سوى هذا الماء...ولكنه قد رضى بما قسمه الله له شاكرا اياه.

قد حان موعد اذان المغرب ...وخرج كل الجيران يحملون طعامهم الي الشوارع العامة امام المنازل في الاحياء والحارات...وخرج الحاج( احــــــمد الامين ) ليتناول افطاره مع الجميع الا انه لم يرضى لنفسه ان لا يشارك هذا الاجر العظيم ....فاخذ معه قارورة ماء ...حتي يشارك فـــي اجر الافطار...

ومن تلك اللحظة ...علم الجميع بحال الحاج ( احمـــــد الامين)....ومن تلك اللحظة ايضآ قرروا الاهالي مساعدته والعناية به....كل يوم على احد تقديم وجبة عشاء وسحور وعلى هذا الاساس يتشارك الجميع و تتوالى المهام عليهم.....برمضان ومن بعد رمضان باذن الله تعالي.

وعــــــلى قول المنفــــلوطي :

(لو تــــــــــراحم الناس مــــــاكان بينهم جـــــــــائع ولا مغبــــــونـــــــــ. )

للخير عدة اوجه........فكن للخير داعيآ

بقــــلم/
صفاء بحر

قرة عين"

للخــــــــير عدة اوجـــــــه..الحـــــــلقة الاولــــــــى(1) (عــــــــــادات طيـــــبـــة ) بقــــلم/ صفاء بحر The first episode

عنوان الموضوع: "للخــــــــير عدة اوجـــــــه..الحـــــــلقة الاولــــــــى(1) (عــــــــــادات طيـــــبـــة ) بقــــلم/ صفاء بحر The first episode"

إرسال تعليق

الاعضاء