للخــــــــــير عدة اوجــــــه...الحــــــــلقة الثــــــــالثة (التــــــــصدق للمــــــــــــوتى) The third episode

للخــــــــــير عدة اوجــــــه...فكن للخــــــــــير داعيـــــــا
الحــــــــلقة الثــــــــالثة
(التــــــــصدق للمــــــــــــوتى)
قال تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
(آل عمران185 )
وقال تعالى :
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "
(سورة الرحمن 26 ,27)
ان الموت هو مصير كل حي...ان طال الزمن او قصر...ستكون للحياة نهاية بلاشك.. والمسلم يعيش حياته ولا ينسى اخرته فيعمل لدارين...يبتغى مرضات الله تعالى...ونحن بعلم بأن الحياة ستزول بنعيمها ولا يأخذ المرء منها سوى عمله الصالح...ولا يدرك ذلك الا من يخشى الله جل جلاله...فنسأل الله ان يعيننا ويحسن خاتمتنا...لذا علينا ان نستعد ليوم اتٍ بلا شك وان نعد العدة له من اعمال البر والاحسان وسيرة حسنة...فكل ملاذات و زينة الدنيا نتركها ونرحل .
الموت كأس والكل شاربه والقبر باب والكل داخله
اليوم هنا وغدا تحت التراب ...نحمل على الاكتاف بعد ما كنا نتمتع باجساد قوية واقدام نسير بها في شتى الدروب .الا اننا اليوم لا حول ولا قوة لنا ....اليوم لا مال ينفع ولا شهرة تشفع ...الا عمل صالح.
وقال تعالى:
ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ
ال عمران (185)
والمتاع هو مايستمتع بها الانسان بحياته والغرور هو الباطل....
في الايام الماضية قد شاهدنا صور منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ...وهو توزيع اكفان على المرضى بالمستشفيات...بدلا من جلب ورد وحلويات واشياء تفرح النفس....بل حدث العكس وهذا العمل ان تقبله البعض على انه تذكير بالاخرة...يرفضه البعض ايضا.. .لان اختيار الزمان والمكان لكل شئ ضروري جدا...فلو تم توزيع تلك الاكفان بالمساجد والاسواق مثلا ...ربما كان افضل لتذكير الانسان باخرته...رغم ان التذكير قد يكون بغير الاكفان...والملاحظ ان تلك الاكفان التي تم توزيعها مكتوب عليها منازل السعداء....وهل منازل السعداء يحددها نوع الكفن? ام عمل الانسان.
المريض يحتاج الي رفع روحه المعنوية ..وبما ان الانسان قيد الحياة فهو يعمل لدار الدنيا التي بها ودار الاخرة التي سيرحل اليها.. لذا هذا لا يمنع ان يعيش حياته سعيدا غير مكتئب بل ان هؤلاء لا يعلمون ان الاعمار بيد الله...وان الاصحاء احيانا يموتون قبل المرضى...ولا احد يعلم الاجل غير الله.. وربما الطبيب يدركه الموت قبل هذا المريض الذي يتوقعون له الموت...بل ان هؤلاء لا يعلمون ايضا ان الحياة بامر الله وهي نعمة من نعم الخالق وتستحق حمده وشكره عليها وليس اليأس منها.
الا ان (عائــــــــشة ) لها قصة مختلفة تماما. فهي تفعل الخير بطريقة اخرى تحتسب الاجر عند الله...والذي جعلها تخطو نحو هذا الخير...عندما توفيت ابنتها الشابة بغتة دون ان تشتكي من علة...كانت تجلس بالقرب من والدتها تساعدها في صنع الفلافل لبيعها ومن ثمن تلك الفلافل تلبى احتياجاتهم البسيطة...فحياتهم شديدة القسوة ....الا انهم شاكرين الله على كل شئ....وبينما هي تمازح والدتها امالت براسها واخذت الشهادة...للوهلة الاولى ظنت (عائشة) انها تمزح.. وهونوع جديد من مزحها...الا ان الموت قد اخذ روح ابنتها وترك جسد بلا حراك.
لقوله تعالى:
(وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }
(ق 19)
تحيد : أي ما كنت منه تهرب وتفر.
فحزنت حزنا شديدآ على فراق ابنتها ورفيقتها واكثر ما زاد المها لم تكن تملك ثمن كفنها...فلولا الصدقات التي جمعها الجيران ...لم تكن تستطيع مواراةجثمان فقيدتها بالثرى
كان لموت الابنة الم وحزن لا ينسى...وظلت (عا ئــــــــــــشة ) تتابع عملها في صنع الفلافل بل اضطرت احيانا ان تعمل عاملة نظافة في المـــــــــدارس....كل ذلك حتى توفر لقمة حلال لابنها الذي يصغر ابنتها الراحلة....لم تيأس لانها تؤمن برحمة الله ..وتثق في الله...وماخاب من وثق في الله...حتي جاء اليها رجل يطلب منها ان تعمل في احدى المطاعم التي يملكها صديقه....تعمل في صنع الفلافل...فهي كانت بارعة جدا في صنعها فكل من تذوق قطعة منها طالب بالمزيد....وكانت تلك فرحة كبرى ....ورزق ساقه الله اليها.
ظلت تعمل (عائـــــــــشة )بكل اجتهاد واتقان....فازداد الطلب علي الفلافل و ازداد عدد رواد المطعم ....فتضاعف اجرها .....واصبحت تمتلك بيتا ومرقد ..وتغير الحال ...وابتسمت الدنيا لها.....الا ان صورة ابنتها لم تفارق عينيها لحظة....والسعادة تنقصها عزيز رحل الي مثواه الاخير.
اهتدت الي فكرة...قد تخفف عنها قلــــــــــيلا...ان تعمل عمل فيه ثواب ...فاشترت اكفان وكل مستلزمات تجهيز الميت....وجعلتها صدقة ....لم تقوم بالتوزيع بل تنتظر موت احد لا يملك حق الكفن فتتصدق به...خصوصا المتسولين الذين لا ماوى ولا اهل لهم...فتتصدق بالاكفان اليهم ...وتدعوا لهم بالرحمة والمغفرة.
للخــــــــــــــير عدة اوجــــــــــه....فكن للخـــــــــــــير داعيــا
صفـــــاء بحـــــــر
للخــــــــــير عدة اوجــــــه...الحــــــــلقة الثــــــــالثة (التــــــــصدق للمــــــــــــوتى) 
The third episode

عنوان الموضوع: "للخــــــــــير عدة اوجــــــه...الحــــــــلقة الثــــــــالثة (التــــــــصدق للمــــــــــــوتى) The third episode"

إرسال تعليق

الاعضاء