ذُهل " شهريار " عندما عاد إليه " الرافة " ليبلغه بأن مولاته الملكة " شهرزاد " غير موجودة في جناحها أوفي جناح الأميرة " روكساني " ، التي اختفت بدورها من مهدها!
ريع " شهريار " وارتج عقله ، أصابته لوثة حقيقية، وراح يصرخ كالثور الغاضب :
" أين ذهبت إذاً .. أين ذهبت ؟"
فأجابه " الرافة " ؛ وهو يرتعد من قمة رأسه إلي أخمص قدميه:
" لا أدرى ، لا أدرى يا مولانا!"
وعاد الشاهنشاه يسأل بصوتٍ هادر:
"هل بحثتم عنها في كل مكان؟! "
" أجل يا مولانا، لقد بحثنا عنها في جناحها ، وجناح الأميرة " روكسان "، وفي جناح الحريم وفي شرفات القصر وحدائقه وأبهائه، فلم نقع لمولاتي على أثر!"
" عاودوا البحث عنها وعن أبنتنا الأميرة ،أبحثوا في كل مكان ، أقلبوا القصر والجواسق، فتشوا المدينة بأسرها، وابعثوا بمن يبحث عنها في قصر أبيها الوزير " عبدان "، وأبلغوه بأنني آمره بأن يأتيني على جناح السرعة!"،
وزاد ارتعاد صوت " الرافة " المسكين وهو يهمس في خشوع :
" أمر مولانا ! "
وما إن غادر " الرافة " المخدع حتى قفز " شهريار " من فراشه ، وراح يذرع المخدع المترامي في عصبية بالغة ، وأخذ يحدث نفسه بصوت مرتفع :
" فعلتيها يا " شهرزاد " وأخذت أبنتي معك أيضاً .. والله لتلقين حتفك على يدي قريباً! "
************
وقف " شهريار "في ثوبه الشاهنامي الأرجواني المطرز بالجواهر وأسلاك الذهب وجهاً لوجه ، أمام الوزير" عبدان " ،الذي كان في أسوأ حالاته ، وخلف كتف الشاهنشاه وقف السياف " قودان " رهن إشارته!
وسأل " شهريار " بصوت حاول أن يكون هادئاً ما أستطاع إلى ذلك سبيلاً:
" أين أبنتك أيها الوزير؟! "
فنكس " عبدان " رأسه ولم يحر جواباً فهتف " شهريار " وقد بدأ يحتد:
" أنا أسألك .. فلما لا تجيب؟!"
عندئذ نطق الوزير بصوت مضعضع ذليل :
" يا مولانا، أنا رجلك وخادمك وعبدك، وأنا وأسرتي وأبنائي عبيدك، وكل ما امتلكته يميني هو من فض..... "
فقاطعه" شهريار " صارخاً في عنف شديد:
" دعنا من أحاديث العجائز هذه ،أنا إنما أرسلت إليك لأسألك سؤالاً واحداً، أريد جواباً عليه : أين هي أبنتك " شهرزاد "؟ لقد تركتها مساءً في مخدعها مع أبنتنا الأميرة، والآن هي غير موجودة في أي مكانٌ بالقصر ، لا هي ولا أبنتنا الأميرة، وقد أرسلت إليك لأعرف ما إذا كانت موجودة بقصرك ، فإذا بك تجيئني لتخبرني أنك لم ترها منذ صباح أمس! فأين هي إذاً، وأين أبنتنا الأميرة " روكسان"؟!"
ولم يجد الوزير المسكين ما يقوله، فأعتصر الهم صدره؛ وكاد يخنق أنفاسه، فتمنى لو أخترمه الموت الآن وأراحه، وأعفاه من رؤية المذبحة التي سيوقعها الشاهنشاه بأسرته، لو لم تعد " شهرزاد " لعقلها ، وترجع عن غيها، وفجأة برق خاطر ما في ذهن الوزير " عبدان "، فتعلق به تعلق الغريق بقشة، وقال في صوت بدأ يسترد بعض الأمل:
" لعلها، لعلها يا مولاي قد ذهبت إلي أحد قصوركم الأخرى ، لتستروح الأميرة الصغيرة نسمات الهواء، فجلالتك تعرف أن الأميرة " روكسان " متوعكة قليلاً، وقد نصح لها الطبيب بتغيير الهواء!"
وهنا ثار " شهريار " ثورة عارمة وصرخ في حنق بالغ:
" ولماذا لم تقل لي وتستأذنني وكيف تخرج؛ وتحمل أبنتي معها ؛ دون أن تنتظر رأيي، ودون أن أعرف بوجهتها، ودون أن يرافقها الخدم والحرس والوصيفات والمرضعات؟! لا ، لا يا " عبدان " أبنتك.... "
وهنا قطع " شهريار " كلامه بغتة؛ فأرتجف قلب وزيره، وحاول أن يخمن بقية ما يريد الشاهنشاه أن يقوله، وان لم يفقد الأمل بعد في أن تنفرج الأزمة من تلقاء نفسها، أو يهبط عليه حل سحري من السماء!
أما " شهريار " فقد رفع سبابته في وجه الوزير؛ الذي كان يرتعش كورقة شجر تطيرها الريح في يوم عاصف؛ وصاح منذراً في لهجة قاطعة:
" أمامك حتى غروب شمس اليوم يا " عبدان " لتأتيني بابنتك وابنتنا الأميرة، ولو أشرق قمر المساء دون أن تحضرهما إلي هنا أو تعرف مكانهما، فالأفضل لك عندئذ ألا تشرق عليك الشمس ، وأنت في مملكتي! "
************
لم يسع الوزير " عبدان " أن يفعل شيئاً؛ بعد خروجه من المقابلة مع الشاهنشاه " شهريار " ؛ يحمى به حياته وحياة أفراد أسرته، سوى أن ينقب الأرض بحثاً عن أبنته " شهرزاد " وحفيدته الأميرة، ولم يستطع " عبدان " أن يعود إلى قصره، ولم يطاوعه قلبه على أن يلقى بنبأ الكارثة التي حلت عليهم بهروب أبنته " شهرزاد " في وجه زوجه المسكينة، خشية أن تُصعق الأم المفجوعة، أو تهلك لفورها !
وبمجرد مغادرة " عبدان " للقصر الشاهنامي أرسل يستدعى خلصائه من رجاله المقربين، ويأمرهم بالمثول بين يديه فوراً.
فلما صاروا رهن أمره، أخبرهم ؛ بصوت بذل جهده ليكون طبيعياً ؛ بأن هناك جاريه هربت من القصر الشاهنامي ، فلم يشأ أن يخبرهم بأن التي هربت هي ابنته الملكة" شهرزاد "، وابلغهم أيضاً أن هذه الجارية الهاربة تحمل معها طفلة صغيرة عمرها تسعة أشهر، ثم كلف الوزير رجاله بالبحث عن الجارية والطفلة فوراً، وتفتيش بيوت وقصور المدينة كلها ليعثروا عليهما، وأكد عليهم بألا يتركوا شبراً واحدا من الأرض دون أن يقلبوه بحثاً عنهما ، وأنهى الوزير كلامه لرجاله بأنه مكلف شخصياً؛ من قِبل الشاهنشاه؛ بالبحث عن تلك الجارية والعثور عليها وعلى الطفلة التي بصحبتها،وانه ؛ أي الوزير؛ يضع كل ثقته فيهم، وواثق من أنهم سيفعلون كل ما بوسعهم للعثور عليهن!
************
ومرت ساعات اليوم على " عبدان " كأسوأ ما تكون، وكانت كل ساعة تمر عليه كأنها إبرة عقرب تُرشق في حبة فؤاده، وكل شعاع للشمس يتقلص عن أسوار المدينة، كأنه سيف يهوى على عنقه، فلم يفز الوزير المنكوب بلحظة راحة أو هدوء بال واحدة في ذلك النهار الأغبر،ولم ترف نسمة رطيبة واحدة على قلبه الملتهب بنار الخوف والجزع، فلم يكد يهجع دقيقة ولم يتذوق زاداً، بل ولم يجد له صبراً على الجلوس؛ ليريح جسده؛ ولو بعض الوقت..
وظل " عبدان " بين النار والرمضاء طوال النهار، حتى أقتحم عليه مجلسه؛ في أخر ساعة من النهار؛ رجل من رجاله المكلفين بالبحث، وبشره بأنهم عثروا على المرأة والطفلة!
وقفز قلب الوزير في صدره ، وأحس في لحظة وكأن كل المياه التي في بحيرة " ساوه " المقدسة قد أُفرغت على الجمر المتقد ؛ الذي في قلبه ؛ فأطفأته !
وفي نشوة فرحته لم يهتم " عبدان " بأن يستوثق من الرجل عن صفات المرأة والطفلة اللتين عثروا عليهن، بل هرول في أعقاب الرسول تحمله قدماه ،بأسرع مما تحمل الطير أجنحته!
************
وكان رجال الوزير " عبدان "، في أثناء بحثهم الدائب عن الجارية والطفلة ،قد وقعوا في أطراف المدينة على امرأة بضة منقبة ترتدي ثوباً فاخراً من الخز، وعلى يديها طفل صغير يقارب عمره عمر الطفلة؛ التي أخبرهم سيدهم الوزير أنها بصحبة الجارية التي هربت من قصر الشاهنشاه!
والتف رجال الوزير حول المرأة؛ التي صاحت في وجوههم وانتهرتهم ،وأمرتهم في لهجة متعالية بأن يتركوها تمضى لحال سبيلها، ويغربوا عن وجهها! ولكن رجال " عبدان " أبوا إلا أن يحتجزوها لحين وصول سيدهم، لينظر في أمرها .. ووصل الوزير طائراً إلى المكان، ومن أول نظرة إلى المرأة والطفل النائم على ذراعيها أدرك أنهما ليسا أبنته " شهرزاد " وحفيدته الأميرة!
وفي صوت منكسر أمر الوزير " عبدان " رجاله بأن يطلقوا سراح المرأة وطفلها، ولكن كبير الرجال أعترض وقال للوزير:
" وكيف نعرف يا سيدي أنها ليست من نبحث عنها؟!"
فأجابه " عبدان " في صوتٍ يائس:
" دعها تمضى ، إنها ليست هي!"
" وكيف نتأكد يا سيدي( وصمت كبير الرجال قليلاً ثم أضاف ) فلنقتادها إلى القصر وننزع نقابها، لنعرف من تكون!"
وهنا بان على المرأة اضطراب وخوف عظيمين؛ جعلا قلب الوزير ؛ رغم ما هو فيه ؛ يدق بالشك والريبة، فأمر رجاله باقتياد المرأة إلى دار الوزارة لاستجوابها، وعندئذ راحت المرأة تحاول إقناعهم بأنها سيدة ثرية من الطبقة العليا، وإنها تستطيع إنزال أقصى العقاب بهم لو أنهم مسوها بسوء، ثم قالت لهم أنها ليست من يبحثون عنها، ومن أجل إثبات صدق كلامها، كشفت لهم عن عورة الطفل الذي تحمله، لتؤكد لهم أنه ولد وليس بنتاً!
وحركت هذه الفعلة شكوك الوزير الذي أيقن؛ بخبرته العريضة؛ أن المرأة تخفي شيئاً ، وإنها لو كانت حقاً من سيدات الطبقة العليا لما أقدمت على كشف عورة طفلها لتؤكد لهم صدقها .. وقر عزم " عبدان " على معرفة سر هذه المرأة.. وأمر رجاله باقتيادها إلى دار الوزارة!
************
بصعوبة بالغة أقتاد رجال الوزير " عبدان " المرأة التي عثروا عليها أثناء بحثهم عن جارية الشاهنشاه، وشك الوزير في أمرها، فقد حاولت المرأة الفرار، وعندما أطبق عليها الرجال أبدت مقاومة عنيفة ، لا تصدر عادة من امرأة ضعيفة ليس معها سوى صغير تائه في ملكوت الآلهة ، وحينما حاولت المرأة الهروب للمرة الثانية، أستخدم رجال الوزير معها الشدة، وقيدوا معصميها بحبل سميك ثم أحضروا جواداً وضعوها عليه، بينما حمل أحدهم الصغير على كتفه، وكأنه يحمل جوال قطن ، واعتلي به صهوة جواد أخر.. ولفت نظر " عبدان " أن رجاله عندما كانوا يضعون تلك المرأة قسراً فوق ظهر الجواد، أنحسر طرف عباءتها وكشف عن ساقيها، ودهش الوزير إذ رأى ساقي المرأة نحيلتين غزيرتي الشعر، كسيقان الرجال تماماً!
وفي دار الوزارة عكف الوزير " عبدان " بنفسه على استجواب المرأة الغريبة ، التي أبدت العناد الشديد ، فرفضت بتاتاً أن تبوح باسمها أو اسم زوجها أو اسم أسرتها أو من أين أتت، ولم تجب خلال الاستجواب الطويل إلا عن سؤال واحد ، عندما سألها الوزير عن أسم طفلها الصغير فأجابت باقتضاب:
" أسمه " شهبور "!"
وأغلقت فمها بعد ذلك؛ وأبت أن تتفوه بكلمة واحدة، أو أن تجيب على أي سؤال أخر، وعندئذ نفخ " عبدان "؛ الذي كان الغيظ قد استولى عليه؛ قهراً، وأمر أحد رجاله برفع النقاب عن وجه هذه المرأة اللعينة ليعرف من تكون!
وعندئذ صرخت المرأة وولولت ، وصاحت بصوت فزع أنها امرأة من أسرة محترمة وزوجها من علية القوم، وليس من حق أحد؛ حتى لو كان وزير الشاهنشاه؛ أن يهتك سترها وينتهك حرمتها، فصاح بها الوزير أن عنادها هو الذي سيهتك سترها، وأنها لو أعطته جواباً شافياً عن كل الأسئلة التي سألها لها، لما فكر في الإقدام على كشف وجهها!
وعندها هدأت المرأة قليلاً، ثم نكست رأسها وقالت بصوتٍ مؤدب ذليل:
" سأخبرك يا سيدي، سأخبرك بكل ما تريد معرفته ! "
***********
aghast "Shahrayar" when he returned to it "clemency" to inform him that the queen مولاته Shahrazad"" does not exist in the fuller wing Princess Suite "روكساني", which disappeared from the bud!
The proceeds of the "Shahrayar" وارتج his mind, he was a real لوثة, shouting angry like:
"Where did the IF. Where did you go?"
he answered, "clemency"; he cowers from the top of his head to the soles of his feet:
"I don't know, I do not know what Maulana!"
and returned الشاهنشاه ask sideways voice:
"Do you look for in every place?! "
For you, Maulana, we discussed in its wing, suites and Princess " Roxane," and Harem suite in the balconies of the palace and its gardens وأبهائه, located لمولاتي following!"
they search for and our daughter Princess, refering implicitly everywhere, أقلبوا minors pavilions, searched the entire city, وابعثوا including looking for in the palace of her father "Abadan," and informed him that I ordered that your expeditiously!",
increased ارتعاد voice "clemency" the poor and whispering in veneration:
"Is Maulana! "
What he left "clemency" her confused parents even jumped "Shahrayar" from his bed, killing يذرع vast her confused parents in very nervous, and take the same happens aloud:
"Oh فعلتيها Shahrazad" "My daughter took you also. And Allah to teach حتفك at the hands of soon! "
************
stop the "Shahrayar "emblazoned purple الشاهنامي quilts and jewels gold wires face-to-face, before the minister" of Abadan," which was at its worst, left shoulder الشاهنشاه cease swordfish "قودان" in referring!
He asked "Shahrayar "voice and tried to be quiet, a way:
"Where is your daughter, Oh Minister?! "
فنكس "Abadan "his head and did not descended فهتف answer "Shahrayar began rages:
"I ask you.. Why Not Answer?!"
then say Voice Minister مضعضع submissive:
"Oh Maulana, I am your foot وخادمك وعبدك, I and my family and childen protect your subjects, and all what they were possessed by the right-wing is as well as..... "
It forged" Shaharyar "blatant severe violence:
"Let from the conversations in the elderly this, I was sent to you, let me ask you a question, I want an answer: Where is your daughter "Shahrazad"? We have left in the evening at مخدعها with our daughter Princess, now is not found in any place in the palace, nor our daughter Princess, and has sent you know whether بقصرك exist, if your لتخبرني تجيئني you have not seen since yesterday morning! Where are the if and where our daughter Princess " Roxane"?!"
did not find the miserable minister what, فأعتصر inspired the chest; almost stifling its breath, Junblat wished if أخترمه death now وأراحه, relieving him from seeing the massacre of CICA الشاهنشاه his family, if no longer "Shahrazad" لعقلها back on the highly contested, suddenly Barg Khater what in the mind of the "Abadan," Kazakhstan by suspends drowned Baksha, said in the sound began to recapture some hope:
"Perhaps, perhaps my Lord, went to one of the other قصوركم, Princess لتستروح small air breezes, فجلالتك knows that the princess " Roxane "متوعكة slightly, has advised the doctor to change the air!
#جنون_شهرزاد #الليلة_الخامسة The fifth night بقلم منال عبد الحميد
#جنون_شهرزاد #الليلة_الخامسة The fifth night بقلم منال عبد الحميد
عنوان الموضوع: "#جنون_شهرزاد #الليلة_الخامسة The fifth night بقلم منال عبد الحميد "
إرسال تعليق