عبد العظيم كحيل / أفيون الحُب

أفيون الحُب
أصبح الحُب باقة فِجل 
في الأسواق تُباع وتُشترى 
مِنْ كثرة إنتاجها وعروضها
رَخُصَتْ وأصبحت 
مِنْ تاج العلاقة المُكَرَمة 
مُباركة مِن رب السماء 
لأَرصِفة الشوارع 
تُعْرَض فَتُهَان كَرَامَتها 
كل مَعْروض مُهان 
ونحن اليوم في المَزاد
نَعْرِض حُبنا عَبر الأثير 
في صفحتنا الشخصية
في المواقع المُتعددة
تطور البيع و الشراء 
مِن سوق الخضار 
لأرصفة الشوارع و زوا ريبه
نحمل الحبيب على الأكتاف 
و نتجول يا صبايا يا شباب 
نبيع المشاعر للأحباب 
حُححب ... حُححب...
مَعنَا حُب للبيع 
مَن يريد أن يشتري
ها هو الحُب للحبيب 
لِمَن أَحبَ سَهِر الليل 
و وَلَعٌ في النهار 
بكل الأشكال والألوان 
سوق عُكاز 
سوق المَفْخَرَة والمُفَاخَرَة 
نطير في السماء 
بِرِمُوت كُنْترُول 
بجناحَي ملائكة
نِمِرّ بتجربة الحُب الرخيص
مَن حَب وجد بيعه على الرصيف 
كان حُبنا المعبود
لنعود ونكتشف بأننا خُدعنا 
ننزله الأرض خائن غدار
حتى أننا نلعنه بِلَعْنَة شيطان 
يا خائن يا ابن كذا.. وكذا..
نحفر قبره وندفنه بأيدينا 
وهو يصرخ... 
لِمَا يُفعل بي هذا؟! 
يا اهل العِشق والغَرام 
أَلَمْ أَكُن أنا مَن تُتَاجِرون به
و تذرفون الدموع مِن أجلي
على الوَجْنَتَين... 
سَواقي وأنهار
تبكون في زاوية 
الضياع والأوهام 
رسمتموها وكتبتموها بأيديكم 
أكثرها أوهام حَشَاش 
يَحِشُ الحَشيش ليطعمكم 
لِما أنتم سُكارى الوهم 
من بائع خمر مخمور 
لما تَذرف الدموع 
حتى كادت تَجِف العيون 
ولا نَرحَم مَن هو في القبر يُدفن
نعود لنرفعه مرة ثانية ونضمه 
في حُضننا الحبيب 
ضحية الغدر والخيانة 
طفل الأنبوب شاب 
لَقِيط مِن شارع الحب 
والفجور وُجد المقبور 
على باب دار الطفولة 
بفعل الرَذِيلَة
نَعشقُ الحَرام 
في الأقوال والأفعال 
حبيبي المغفرة والسماح 
أنت الضحية مِن مَن يزرعون
الحُب الرخيص 
بسيجارة حشيش
أو ركوب سيارة 
حتى ولو على دراجة 
بعشاء فاخر وفندق خمس نجوم 
كلو بحبك حبيبي يهون
في كل دقيقة وثانية 
صَباحُنا حُب مع باقة ورد
حُب المساء يا لِحُب المساء
يُنثر عبر الفضاء عَبْر الانترنت 
والتلفاز على كل المحطات 
حب في المكسيك 
حب في الأَنَضُول 
حب في اسطنبول في الصين 
والهند واليابان 
حب من كل أسواق العالم
حب في بلاد العرب أوطاني 
رقص و فقش وأغاني 
ورقصني يا جدع على الوحدة ونص
كل شيء زاد عن حده 
وأصبح بغير مَوْضِعه 
لا يُفرق بين حلاله وحرامه 
أصبح رخيص وخسيس فاعله
والله ما يكتبه البعض 
لو طال زوجته أو ابنته 
لرأيته يعوى في الشوارع 
فَاقِد عَقله... 
دنجوان خطير 
يسند نفسه بِعُكَاز 
والشيب يعلو رأسه 
أو يَصبغه بسواد الليل وشمس النهار 
وشباب تَعْصُر مُخها بِتَباهي
شاعر العَصر والزمان 
يلبس بنطاله 
خصره عند الرُكبتين
يدخن سيجارته
و لا يرى إلا جسد أخواته 
يتغزل بهم ويَفْضَح أعراضنا
بذلك أصبحنا خَلْفَ الأمم
بثقافة البلطجي و الأزعر
 عبد العظيم كحيل

عنوان الموضوع: " عبد العظيم كحيل / أفيون الحُب"

إرسال تعليق

الاعضاء