فرعون موسى بين الدين والعلم " # مقال بقلم / محمد الإدريسي / Pharaoh, Moses, between religion and science

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الروايات والأعمال الأدبية التي تُعيد سرد أحداثاً تاريخية بصيغة مختلفة ومغايرة ولكن يشوبها عيب خطير وهو عدم التأصيل التاريخي .. ولهذا فالنأخذ قصة سيدنا موسى -عليه السلام - كمثال لما نرمي إليه .. وبصفتي متخصص في التاريخ وأحمل ليسانس بهذا المجال بتقدير عام جيد جداً وحاصل على تمهيد ماجستير يُمكنني أن أوضح لحضراتكم نقاط هامة ويجب أن تكون أمام أعينكم إن كنتم مهتمين بالناحية الأكاديمية البحتة للتاريخ المروي والمسجل .. إن الله - سبحانه وتعالى - جل شأنه أرسل الأنبياء لنشر نور الإيمان بين البشر وذُكرت أعمالهم وأُرخَ لحياتهم في الكتب السماوية الثلاث ( التوراة - الإنجيل - القرآن الكريم ) فنحن اليوم نؤمن بوجودهم كجزء من عقيدتنا الروحية ولكن إذا تعرضنا لقصة بني إسرائيل في مصر سنجد الكثير من التحليلات الظنية وبالمقابل في الحياة الأكاديمية لا يوجد من الأساس ذكر لسيدنا موسى - عليه السلام - في أي نقش أو بردية على الإطلاق ولا يوجد من الأساس ذكر لقصته في طول التاريخ الفرعوني وعرضه .. لا نمتلك دليلاً أثرياً واحداً على أن هناك فرعون ما من الفراعنة تبنى طفل وجده في النيل ولا يُخبرنا بذلك أي مصدر أثري أكاديمي مادي .. أما في الناحية الدينية فالقصة موجودة بالتأكيد في الكتب السماوية وهذا خارج الإطار الأكاديمي الذي لا يعترف إلا بالدليل المادي فقط .. ولكن السؤال المطروح هُنا كيف للبعض أن يتكلموا بالبهتان ويجعلوا من أنفسهم علماء في التاريخ القديم ويجعلون فرعون موسى هكسوسي ثم يجعلون فرعون موسى هو رمسيس الثاني العظيم ثم يجعلون فرعون موسى هو مرنبتاح ؟؟ من أين لكم هذا ؟؟ ما دليلكم عليه ؟؟ .. الخزعبلات أصبحت شيء لا يُطاق وأصبح كل شخص يُمكنه أن يفسر قصة قرآنية أو توراتية كما يحلو له ويُرفقها بدليل أثري لا علاقة بينهما أصلاً ؟؟ .. فوجود العبرانيين في فترة مصر الفرعونية نعم مثبت ولكن كشعب أجنبي يحتك به المصريون حربياً وبينهم مطاردات خارج الحدود المصرية كما حدث في عهد الفرعون مرنبتاح .. والذي ينطبق على سيدنا موسى ينطبق على سيدنا يوسف .. الموضوع في النهاية نصوص توراتية وقرآنية مقدسة ولكن هل يوجد عليها دليل أثري واضح وقاطع ؟؟ الإجابة ( لا ) .. ولكن نحن هُنا لا نشكك في مصداقية القرآن حاشا لله ولكن نفصل الجانب الروحي والأعتقادي عن الجانب العلمي البحت .. وأتمنى أن تكون هذه القشور وجدت صدى لديكم وأستطعتم أستشفاف الحقيقة ..

# مقال بقلم / محمد الإدريسي