بقلم : د. أحلام الحسن
رسالةٌ غير مكتوبةٍ و لا مسموعة ..
عبر خطوط العبارات ، و لذيذ الكلمات ، فكم منا من يتقن صياغة الحروف ، وكأنّ هذه الأحرف قد صيغت من الذّهب الخالص ، فنصيغ منها أجمل القصائد والمقالات و الرسائل المكتوبة والمسموعة ، و ألطف العبارات ..
إلاّ أن هنالك رسالةٌ واحدةٌ تختلف عن تلكم الرسائل كلّها .. رسالة ٌ لا تحتاج حروفا ولا ورقا ولا قلما ولا لسانا و لا نظرات ..
تلك هي رسالةُ الإبتسامة .. الإبتسامة تلك الحركة و العنصر الجذاب في وجه الإنسان ، هي أكبر رسالة ٍ .. أجمل تحيّة .. أحسن اسقبال لضيفك .. لزوجك .. لزوجتك .. لاولادك .. لأهلك .. للآخرين . . مفعولها السّحري يديم المودة والألفة والعكس الصحيح ، فالتكشيرة الدائمة سؤ خلق وتنفير للنّاس ، ولا تنبغي إلاّ بوجه الظّالم ..
هذه الإبتسامة الجذابة ، هي من تعطي الإنطباع لدى الآخرين عنّا ، وعن نقاء سريرتنا ، عن هدوئنا .. عن عصبيتنا و انفعالتنا ،عن حبنا للبشر .. عن مدى لطفنا و أخلاقنا ، و إن أخفت وراءها جراحا كامنة ، وهذا نوعٌ من الأخلاق الكريمة ، و التي لا يرتقي إليها إلاّ الإنسان الخلوق ، وقد حثّ عليها وعلى الكلمة الطّيبة ديننا الحنيف .
ولكن ….
الإبتسامة أنواع و كما في الطبيعة الدّواء والسّم كذلك في الإبتسامة
فحاذر أن تكون إبتسامتك سخريةً من الآخرين
وحاذر أن تكون نفاقا ورياء مع الآخرين
وحاذر أن تكون ابتسامتك سذاجة
وحاذر أن تكون ابتسامتك ابتسامة خبث ، فجميعها تفضح صاحبها ، ولو بعد حين ، فغالبية النّاس تُميّز بين أنواعها . .
وأخيرا وكما قلنا أنّ الإبتسامةَ كالذّهب ..
والذّهبُ الخالص يعلو سعره يوما بعد يوم ..
والمغشوش يصدأ ويزداد صدأه يوما بعد يوم .
عنوان الموضوع: "بقلم : د. أحلام الحسن رسالةٌ غير مكتوبةٍ و لا مسموعة "
إرسال تعليق