‫#‏سلسلة_الليالي_الألف‬ ‫#‏الألف_ليلة_الثانية‬ ‫#‏جنون_شهرزاد‬ ‫#‏الليلة_الأولى‬ بقلم منال عبد الحميد The first night




بعد عامين وتسعة أشهر من الزواج ،وألف ليلة من الحكايات.. هربت"شهرزاد"! 
حملت طفلتها " روكساني" وغافلت الحراس حول القصر ، وتسللت هاربة!
فقد فرغت جعبتها من القصص والحكايات ، وسئمت من الحياة مع "شهريار"، تلك التي تعيشها على حد سيف يمكن أن يطير رقبتها في أي لحظة، فحسمت أمرها .. ولاذت بالفرار !
************
في الصباح الباكر أستيقظ "شهريار" على غير عادته .. صرخ مناديا " الرافة"؛ خادم جناحه الخاص ورئيس خدم القصر.. وجاء " الرافة" مهرولاً على عجل ، وانحنى أمام مولاه الراقد على الفراش،حتى كاد أنفه يلامس الأرض ..
" يا" رافة" أين سيدتك؟"
سأل "شهريار" بصوتٍ هادئ ناعس إلي حد ما ،فأجاب " الرافة " على الفور :
" في مخدعها يا مولانا!" 
هرش " شهريار" لحيته الكثة المتمادية بظاهر يده ،ثم صاح في صوتٍ آمر:
"فلتأتي إلى هنا من فورها!"
فأجاب "الرافة":
"أمرك يا مولانا!"
واصل "شهريار" رافعا سبابته في إنذار:
"ولتُحضر معها أبنتنا الأميرة " روكسان"!"
"أمرك يا مولانا!"،
فأشار "شهريار" بيده معطيًا الأذن للرافة بالذهاب وقال: 
" فلتذهب!"
وما إن خرج " الرافة " وأغلق خلفه باب المخدع الضخم ، حتى بان على وجه "شهريار" الألم العميق ،وأمسك صدره ورقبته بكلتا يديه ،وتقبضت ملامحه ، حتى لو كأنه يهصر هصراً بين شقي رحى،وثقلت أنفاسه، ولكنه ؛ شيئاً فشيئاً ؛ أستعاد منظره الطبيعي مع خفوت الألم تدريجياً ، ثم نفخ " شهريار" في ضيق، وهتف بصوتٍ متوسل :
" أمهلني حتى أُتمها يا رب ! "
************
وكان "شهريار" قد عانى ألماً مبرحاً في صدره ذات ليلة، وهم أكثر من مرة باستدعاء الطبيب، ولكنه كظم ألامه ؛ حتى لا تشعر به " شهرزاد" التي كانت بجواره هذه الليلة ؛ وتصبر حتى الصباح، وما إن أنبلج أول خيط من خيوط الفجر حتى أرسل في طلب الطبيب "عون" ،وجاء الطبيب ، وقام بالكشف على مولاه،فتغير لونه ،ولم تعد ملامح وجهه تبشر بالخير!
"ماذا وجدت أيها الطبيب"عون"؟"
سأل شهريار" قلقاً فتنحنح الطبيب وقال ، وهو يحاول إخفاء ارتباكه الشديد : 
"مولانا بخير.. ولكنه.. لكنه بحاجة إلى قليل من الراحة .. وبعض الدهانات! "
ولمح "شهريار " على وجه الطبيب شيئا غير طبيعي ،فتكدر صفوه وثارت مخاوفه ،وأمر الطبيب في لهجة لا تقبل التأويل أن يصارحه بالحقيقة كاملة، من دون مواربة ،فتشجع الطبيب وأستجمع عزمه ،وألقى في وجه مولاه بالحقيقة المروعة .. وعرف "شهريار" أن أيامه الباقية في الدنيا صارت معدودة ومحدودة !
وفزع "شهريار"، وصار ضحية للخوف والكابوس،وافترسته الأوهام، وعلقت بذهنه صورة واحدة،أصبحت لا تفارقه في صحوه ونومه،صورة أبنته الوحيدة " روكسان"، والعجيب إنه لم يكن يتذكرها إلا وتطرق ذهنه ؛ في نفس اللحظة ؛ صور ضحاياه من الفتيات ،فهل يجرى القضاء عليه بالموت غداً ويذهب عرشه إلى أخيه" دهريار"،وتقع "روكسان" وأمها تحت رحمته، أو على الأصح ، تحت عدم رحمته؟!
وهكذا الإنسان لا يتفكر في ما جنته يداه، حتى إذا حم القضاء شغله مصير أحبابه.. وهل رحم هو الفتيات البريئات حتى يطلب الرحمة لزوجته وأبنته؟! 
وجن جنون "شهريار" وطار عقله شعاعاً، وأوحى له جنونه القديم ؛ الذي لم يبرأ منه بتاتاً ؛ بأنه من الخير ل" روكسان" وأمها أن تموتا عزيزتين ، أفضل من أن تعيشا ذليلتين أو يلطخهن العار ،وليكون ذلك بيده هو !
وأخيرا قر رأى " شهريار" على أن يأمر بقتل " شهرزاد" .. وأبنتهما "روكسان" !

انتظرونا في رمضان يوميا في العاشرة مساء

‫#‏سلسلة_الليالي_الألف‬ ‫#‏الألف_ليلة_الثانية‬ ‫#‏جنون_شهرزاد‬ ‫#‏الليلة_الأولى‬  بقلم منال عبد الحميد The first night

عنوان الموضوع: "‫#‏سلسلة_الليالي_الألف‬ ‫#‏الألف_ليلة_الثانية‬ ‫#‏جنون_شهرزاد‬ ‫#‏الليلة_الأولى‬ بقلم منال عبد الحميد The first night"

إرسال تعليق

الاعضاء