يوميات ادم
الحلقة اﻷولي
كل عام و أنتم لله أقرب أعزائي أعضاء الجروب المحترمين،
أعرفكم بنفسي أنا آدم محمد عمري سبع سنوات، أنا أكبر أخوتي هذا إذا أعتبرنا أن الدقائق
التي سبقت بها توأمي أكرم تسمح لي بذلك، لي أخت صغري اسمها صفاء علي اسم أمي، تبلغ
من العمر خمس سنوات، مشاغبة كبيرة و لكنها قطعة السكر التي لا نبدأ اليوم الا بها،
أبي ظابط في الجيش مرابض علي حدودنا الشرقية " سيناء " يغيب عنا نصف الشهر.
تقول لنا أمي دائما عندما نفتقده و هذا ما يحدث كثيرا ( والدك يسهر علي حماية بلدنا
فكل ذرة من تراب وطننا مصر أمانة في عنقه، فمصر حماها الله بجنودها خير أجناد اﻷرض،
و أبي من خير أجناد اﻷرض، و لذلك يجب ان نفخر به، و كلما أشتقنا إليه فلندعوا الله
بأن يحميه و يعده لنا سالما). أنا أحب أبي كثيرا و أتمني أن أكون مثله، فهو مثلي اﻷعلي،
هل تعلمون لما أفتخر باسمي و أحبه؟
ﻷن أبي من اسماني إياه قبل أن يلتقي بأمي، فهو اسم صديقه
المقرب الذي استشهد بين ذراعيه و هو يدافع عن سيناء.
هل تعلمون أني اشبه أبي كثيرا، حتي أن جدتي تقول لي دائما
( أنت كوالدك بنفس ملامحه و طباعه عندما كان بمثل سنك)، كم يطربني ذلك كثيرا حتي أني
أفتخر بذلك علي توأمي أكرم، فعلي الرغم من أنه يشبهني كثيرا الا أنه يميل الي أمي طباعا،
كما أنه يملك عينين كعيني أمي.
اما صفاء الملقبة باﻷميرة صافي فهي نسخة طبق اﻷصل عن أمي
كما يحلو لجدي قول ذلك كلما رأها، و ﻷنها الصغري فهي المدللة و اﻷثيرة عندنا جميعا،
و علي الرغم من سنوات عمرها الخمس الا أنها تعلم مكانتها عن الجميع و خاصة أبي الذي
يخبرنا دائما أنه يحبها كثيرا ﻷنها قطعة من أمي التي يعشقها، فكم تمني أن يري أمي و
هي تكبر أمام عينيه، فوهبهه الله أختي الصغيرة ليري فيها أمي.
اليوم هو أول يوم في شهر رمضان الكريم، و كعادة كل رمضان
نستهله بالدعاء ﻷبي أن يحفظه الله، فهو الآن بسيناء يحمينا. في صباح اﻷمس هاتفنا أبي
ليطمئن علينا و ليهنينا بقدوم الشهر الفضيل. أنهى أبي المحادثة، فجلست مفكرا، فأقتربت
مني أمي لتسألني عن سبب شرودي، فسألتها :" هل يصوم أبي و أصدقاؤه في سيناء؟، فالجو
شديد الحرارة، و سيناء كما يحكي أبي صحراء ساخنة جدا"
أبتسمت أمي و ضمتني أنا و أخوتي بين ذراعيها و اجابت:"
أجل يا حبيبي، هل تعلم أن جنودنا البواسل في حرب أكتوبر حاربوا لتحرير سيناء و هم صائمون،
قدوة بصحابة رسول الله -صل الله عليه و سلم- و المسلمون اﻷوائل الذين كانوا يصمون في
الحروب لينالوا الشهادة أو النصر و هم صائمون"
قبلت أمي انا و اخوتي، ثم جلسنا سويا لنتشاور في فكرة تملأني،
سوف أصوم رمضان كله و حتي المغرب كأبي و كصحابة النبي صلي الله عليه و سلم. حاورتني
أمي قائلة :" أنت صغير و لست مكلفا بصوم الشهر كله مثلنا يكفيك حتي العصر"
غضبت منها و قولت :" أنا كبير يا أمي ، أريد أن أكون
مثلكم و أتقرب الي الله بالصوم"
و بعد مناقشات كثيرة اقنعتها بأن تتركني أصوم فإذا تعبت
أفطرت، فالله لا يكلف نفسا الا وسعها.
و اليوم أنا و أكرم صائمان للمغرب أما صافي فلم تأكل مدعية
الصوم غير أنها تشرب الماء بكثرة. و عندما أخبرتها انها غير صائمة و أمسكت يديها خصرها
في وضعية تحدي و قالت :" أني صائمة " و تركتني غاضبة، اعذروني سأذهب لأرضاءها
و ﻷعود لكم غدا ﻷقص عليكم ما حدث.
#صفاء_حسين_العجماوي
عنوان الموضوع: "يوميات ادم الحلقة اﻷولي / #صفاء_حسين_العجماوي The first episode"
إرسال تعليق