يوميات ادم الحلقة الخامسة بقلم / ‫#‏صفاء_حسين_العجماوي‬ The fifth


الحلقة الخامسة
أرتفع أذان المغرب في المسجد المجاور لمنزل جدي، دائما ما يتذكر جدي و خالي مؤذن المسجد السابق الذي كان يرفع اﻷذان بعد خمس دقائق من وقته، و لا يلتزم برفع اﻷذان في وقته مهما حدثه الناس، ظننا منه أنه بذلك يضمن دخول وقت اﻷذان. مد جدي يده الي صحن التمر و بدأ في ترديد الدعاء و نحن معه قائلا :" اللهم أني لك صومت، و علي رزقك أفطرت، و بك آمنت، و عليك توكلت، ذهب الظمأ، و أبتلت العروق، و ثبت اﻷجر أن شاء الله" .
ثم يبدأ في تناول من ثلاث لسبع تمرات علي سبيل السنة، أذكر أنه قال لي يوما :" آدم أننا نفطر بعدد فردي من التمرات كما كان يفعل رسول الله - صل الله عليه و سلم- " 
كانت أمي دائما اﻷسرع في أداء الصلاة و عندما نسألها عن السبب تقول :" لا تتأخر عن الصلاة أبدا، أتحب أن يتأخر عليك رزقك ، فرحك، و كل ما تحب؟، إذا تأخرت عن الصلاة تأخر عليك كل شىء" 
جرت أختي لتصلي مع أمي و لحقت بها خالاتي و ابنائهن، غير أني و أكرم انتظرنا لنصلي مع جدي، الذي أنهي التمرات و شرب بعض من عصير ( الخشاف) ثم ، تمضمض و أمرنا أن نذهب الي الصلاة. 
بعد أن صلينا جميعا و قبل أن نجلس لتناول اﻷفطار دق جرس الباب، ركض خالي ليفتح الباب، فإذا أزواج خالاتي بالباب، يعتذرون عن القدوم متأخرين، فالمواصلات قبل الأفطار بطيئة بسبب الزحام. لا أدري لماذا شعرت بالوحشة، فالتفت الي أكرم فوجدته كذلك، فرفعنا عينينا فإذا بأمي تبتسم بحنان و هزت رأسها، لقد عرفت مدي اشتياقنا ﻷبي.
تناولنا طعام اﻷفطار الشهي و ازواج خالاتي يحكون ما مر بهم حتي يلحقوا بنا علي مائدة اﻷفطار ،بشكل ساخر أضحكنا جميعا، و كيف أنهم أدركوا الصلاة في المسجد المجاور و الذي استقبلهم علي بابه طفل صغير ليعطيهم ثلاث تمرات لكل فرد ليفطروا.
بعد أن أنتهينا من طعام اﻷفطار سارعنا جميعا لرفع الطعام و تنظيف المائدة ، و تناول بعض الفواكه و حلوي رمضان الشهيرة ( القطائف و الكنافة) بجانب كوب من الشاي. و نحن نجلس مع جدي الذي يقص علينا ذكرياته في رمضان عندما كان صغيرا.
سرقنا الوقت سريعا و رفع المؤذن أذان العشاء، أقبلت أمي علينا لتبدل ثيابنا سريعا حيث أننا سنعود الي المنزل، فخالي سيوصلنا الي المنزل قبل ذهابه الي الصلاة. ودعناهم سريعا و نزلنا مع خالي، و قبل أن نصل الي شقتنا سألت أمي أن تسمح لي أنا و أكرم لنذهب الي الصلاة مع خالي، غير أنها قالت بهدوء:" لقد كنت مريضا جدا عصر اليوم، و لذلك لا استطيع أن أسمح لك بالذهاب، حتي لا يعود لك المرض و تتعب خالك معك"
هززت رأسي بحزن و ودعنا خالي و صعدنا الي المنزل. أبتسمت لي أمي و داعبت شعري و قالت :" لا تحزن ربما تصليها مع والدك عندما تتعافي "
نظرت لها بلهفة و سألتها :" و هل سيأتي أبي غدا؟"
ضمتني امي و أخوتي و قالت :" لندعوا الله أن يعود لنا سريعا ، و لذلك يجب أن نسرع الي الصلاة و ندعوا الله أن يعده لنا سالما قريبا"
ركضنا جميعا لنتوضأ، و قامت صافي بفرش سجاد الصلاة و وقفنا جميعا لنصلي العشاء و التراويح و ندعوا الله بأن يعود لنا أبي سريعا. اعتذر منكم ﻷلحق بالصلاة ثم أقص لكم ما حدث.

عنوان الموضوع: "يوميات ادم الحلقة الخامسة بقلم / ‫#‏صفاء_حسين_العجماوي‬ The fifth"

إرسال تعليق

الاعضاء