الحلقة الحادية عشر
ما أن أرتفع أذان العصر حتي اسرعنا بالوضوء لنصلي خلف أبي في المنزل. تجمعنا جميعا خلفه لا نصدر اي ضجيج و لا نتزاحم كل منا يعرف مكانه. أنتهينا من الصلاة و أصرت أمي علي أن نتناول أنا و أكرم و صافي طعمنا و نشرب قبل الذهاب الي جدي و الا لن نذهب. كنت أكل رغما عني حتي أن الدموع ملئت عيني. أقترب مني أبي و داعب شعري و همس في أذني :" لا تغضب من والدتك فهي تخشي عليك من التعب. أنت مثلي عندما كنت بعمرك، كنت لا أرغب في الفطر عصرا و لكني كنت أستمع الي كلام أمي "
نظرت له مبتسما فأنا مثل أبي. أنتهينا من اﻷكل و شربنا بعض الماء، و أسرعنا لنبدل ملابسنا. و عندما أردنا الخروج تشاجرنا أنا و أكرم و صافي . أقبلت أمي مسرعة فوجدت أبي جالس بيننا و صافي متعلقة برقبته و تقول :" ابي انت خرجت لصلاة معهما ، هذا حقي أن تأخذني أنا "
و نحن نرفض ذلك فهي لن تصلي بالمسجد معنا، كما أن الصلاة غير الذهاب الي بيت جدي. نظر أبي ﻷمي مستنجدا، فجلست بجوارنا و قالت بهدوء :" من سيمسك بيد والدكم الآن سيعود ممسكا بيدي أنا و العكس. و ﻷن صافي لم تذهب للصلاة فستختار هل تريدين الذهاب مع والدك أم العودة معه؟"
نظرت لها صافي مطولا و أجابتها :" أعود معه "
و بهذا حلت المشكلة، و نزلنا جميعا فرحين.
في أثناء سيرنا مررنا علي السوق فوجدنا الباعة جالسين أمام محالهم و لكنهم منشغلين بما يعرض علي شاشة التلفاز حتي أن المقهي القريبة كانت ترفع صوت التفاز عاليا. سأل أكرم أبي بفضول :" أبي لماذا لا نشاهد التلفاز في رمضان و نتابع المسلسلات كما يفعل الناس ؟"
ابتسم له أبي و قال :" أحتراما يا أكرم. لنفترض أني أهديتك السيارة التي كنت شاهدتها في محل الألعاب هل تتذكرها ؟"
هز أكرم رأسه بنعم ، فأكمل والدي :" ماذا ستفعل بالهدية هل تضيعها، أم تحافظ عليها و تعاملها معاملة جيدة؟"
رد أكرم :" سأحافظ عليها و أضعها في مكان مخصوص و اطمئن عليها كل فترة "
قال ابي :" و هكذا رمضان، أن العام به أثنى عشر شهرا، أهدانا فيه الله سبحانه و تعالي شهر رمضان لنتقرب منه ، ليغفر لنا ذنوبنا ، و يستجيب لدعائنا ، و أمرنا بالصوم فيه لنطهر أنفسنا من كل ملوثاتها من ذنوب و معاصي و ضيق، و نحن نقرأ فيه القرآن و نصلي التراويح مع الصيام لنأخذ ثوابا عظيما. فكيف نضيع هذا الثواب من أيدينا. كما أن رمضان أيام قليلة من العام لا تعود الا في العام القادم. و المسلسلات تعاد بعده و تملأ العام بأكمله. فكما حافظت علي هديتي، يجب أن نحافط علي رمضان . هذا هو اﻷحترام . هل فهمت ؟"
هز أكرم رأسه و قال :" نعم فهمت "
نظر لي أبي، فقلت :" و أنا إيضا "
قبل أبي رأسينا و قال :" احسنتما. الحمد لله أن أعطاني ولدين مثلكما." ابتسم لنا و هو يقف في انتظار أن تحلق به أمي و صافي و اكمل "و أخيرا وصلنا إلي منزل جدكما، هيا لنفاجئه بحضوري"
انتظروني غدا ﻷكمل لكم ماذا حدث

عنوان الموضوع: "يوميات ادم فى رمضان الحلقة الحادية عشر بقلم #صفاء_حسين_العجماوي The eleventh session"
إرسال تعليق