Stolen by fame الحرفوش الصغير الحلقة 4 سرقة الأضوا

الحرفوش الصغير
الحلقة 4
سرقة الأضواء
بقلم: محمد بن يوسف كرزون
كانت بطاقة الدعوة التي أعطاني إيّاها أحد الوجهاء طيّبة، بعد خيبات كثيرة كادت تحطّمني.. فقد حصلتُ على دعوة لمهرجان فنّي يُقام في مكان مكشوف من حدائق المدينة، فقلتُ لنفسي: لا بدَّ من حضوره.
المهرجان كانت مدّته ثلاثة أيّام، وحضرتُ اليوم الأوّل... ما هذا؟ كم هو ممتع! 
في نهاية اليوم الأوّل طرق مسمعي عبارة المذيع: (أيها الحضور الكريم، من سيسرق الأضواء من هذا المهرجان سيُعطى مكافأة 50 ألف جنيه)...
يا إلهيّ! حِبال الأضواء طويلة وكثيرة، والمصابيح المعلّقة بها من الزجاج، فكيف ستتمّ سرقتها؟
وصار تفكيري وأرقي ينصبُّ على فكرة السرقة.. ولِمَ لا؟ فهي سرقة مشروعة على الأغلب، لأنّها علنيّة.. وبالتأكيد سرقة مرخّصة...
بجهد جديد وجدتُ حرفوشين يساعدانني على عملية السرقة، ولكنّهما كانا يقولان لي:
- لا علاقة لنا بالعمليّة.. نساعدكَ بشكل غير مباشر.
ووافقت، ولكن اضطررتُ أن أعدهما بمبلغ صغير لا بدّ منه، وبمبلغ أكبر بعد حصولي على المكافأة.
خطّطْتُ بإتقان لعملية السرقة المشروعة، إبريق شاي، وكؤوس فارغة، و(تُكْ تُكْ) لشحن حِبال الأضواء.
أمّا الشاي فقد كان للعمّ مُسعِد، حارس الحديقة، الذي أوصيتُ صديقي الحرفوش رقم 1 أن يشرب معه الشاي، وإذا شعر بأيّ حركة أن يكحّ ويكحّ، ليغطّي الصوت.
والحرفوش رقم 2 كان لمساعدتي في فكّ حبل الأضواء، ونقله إلى مكان آخر.
المهمّ خلال أقلّ من ساعتين، وقبل أن يحين موعد صلاة الفجر، كانتُ سارق الأضواء بجدارة، والأضواء في حوزتي، رغم أنّ بعض المصابيح قد تكسّرتْ معنا أثناء النقل، لا مشكلة، حتّى لو غرّموني بها أدفع من الخمسين ألف جنيه...
في عصر اليوم التالي ذهبتُ إلى مدير المهرجان الفنّيّ، لأخبره عن السبق الذي حقّقْتُهُ، فقد سرقْتُ الأضواء...
دخلتُ عليه ودار بيننا الحديث الآتي:
- أما زلتم عند وعدكم بمكافأة 50 ألف جنية لمن يسرق الأضواء؟
- نعم.. بكلّ تأكيد..
- من فضلك.. كيف سيقبض سارق الأضواء المكافأة؟ نقداً، أم عن طريق شيك، أم بأيّ طريقة؟
- أنا أحرّر له الشيك.. من عندي..
قلتُ له وأنا واثق كلّ الثقة:
- حرّر لي الشيك... أنا سارق الأضواء؟
- ماذا؟ ماذا تقول؟ يا عمّي اذهب الله يرضى عليك.. ليس لديّ وقت لمزاحك.
- أقسم بالله أنا سارق الأضواء، وهي عندي، وفي أمان. سرقتُها من اليوم الأول، ولم أنتظر مرور ثلاثة أيّام.
ونظر إلى محيطه، فرأى المصابيح فعلاً غير موجودة.. عندها تصرّف تصرّفاً آخر..
في القسم القريب من المكان، وهو غير ذاك القسم الذي صادقتُ رئيسَهُ، كانت زيارتي، وهدايايَ الكثيرة من أفراد الشرطة، من لطم ورفس وصفع...
وبعدَ جولة معتبرة، حملوني إلى رئيس القسم، الذي سألني:
- كيف؟ ولماذا؟ ومَنْ وراءك؟
- والله العظيم يا حضرة..... أعلن المذيع بملء فمه أنّ من يسرق الأضواء من المهرجان له مكافأة 50 ألف جنيه، فقلتُ في نفسي أنا أحقُّ بها.. وقلتُ هي سرقة مرخّصة تماماً.
كان الضحك الذي صدر عن رئيس القسم كفيلاً بأن يستدعي مَنْ يضمّد لي جراحي، ويسقيني كأساً من الشاي، ويتعهّد بأن يقنع مَنْ أعارني إبريق الشاي، الذي خدعنا به الحارس، أن يسامحني... ولكن بقيَ عندي همّ الحرفوشين اللذين نقما منّي...

عنوان الموضوع: "Stolen by fame الحرفوش الصغير الحلقة 4 سرقة الأضوا"

إرسال تعليق

الاعضاء