هل فى الامكان ؟ رواية ل....فيفى سعيد محمود ( فيفى شرارة ) الجزء السادس من الرواية



هل فى الامكان ؟
رواية ل....فيفى سعيد محمود ( فيفى شرارة )

الجزء السادس من الرواية ___ 
سأغير الروتين ..لن أذهب للعمل اليوم ..سأمشى هذه المرة فى الاتجاه المخالف لطريقى ..سأذهب اليه لقد أوحشنى كثيرا .قلت له أننى أتية امس ولم أذهب .يبدو أنه غاضب ألان ، إعلم انه لن يذهب ويتحرك من مكانه حتى لو أحرقته الشمس وانارت به الطرق ، لن يتحرك ، لن يتزحزح من مكانه ، فعلتها كثيرا معه ، لم استطع ان أخبره اننى لن احضر لن أقدر على رؤيته وهو قابع تحت أرض ليست ارضه ولا بيت تعود النوم فيه .
" يهمس صوته " هو البيت . لا ارغب سواه ، ارتاح فيه من مشاكل العالم ، منك انت ِ ،لن يستطيعوا أقناعى بتغييره .
" اتمتم ، انا ، انا ،مشكله " يبدو ذلك اذن لن أذهب لكنى فى شوق لرؤيته ، لجلسته ، لضحكته ،للمسته الحانية ،لحضنه الدافئ ،لن يقدر لن يفعل ، أعلم ذلك ، أوحشنى رؤيته دما ولحما ، صوتا وكيانا ، لم تعد الصورة قادرة على أقناعى وتهدئتى ،أخر مرة رأيتك فيها ذاهب لعملك ،ولم ارى بعد ذلك سوى نساءَ يفترشن صحن المنزل ،يتشحن بإلسواد ، يولولن ، افعل مثلهن ،أتشح بالسواد لم يبارحنى حتى الان ،سكن قلبى وعقد معاهدة على ذلك ،شعورهن منفوشة ،يلطمن الخدود ،لم اسمع صوت أمى سوى مرات قليلة يعقبها اغماءة طويلة .
مسكينة من المفترض ان تضع مولودا هذه الايام كانت خائفة من الموت وتركه وحيدا ،دموع حارة تلهب وجهى ،لم اصدق ،لم أقتنع ،سمعت ،نعم ،صرخت ، اتشحت بالسواد ،ولولت ،لكن بداخلى شئ واحد أنه عائد ،اسمع صوته يتردد فى جنبات المنزل ، يداعبنى كى أنظف له السيارة اللتى دائما ما يرفض ان يوصلنى بها للمدرسة حتى أشعر انى أقل من زميلاتى وليس أعلى منهم .
' عينى عليك يا بنت ” "صغيرة على الحزن ولبس الاسود " همسات " يمصمصن شفاهن " لا يفعلن سوى الكلام " كفاية يا بنتى " سارقاها السكينة " لا أبالى كلهن نسوة " لسة صغار " "عينى المشوار طويل " و...........و............
احاول اللحاق بك ، لا تبينك ، الرجال يفترشون الارض لا اجد لجسدى الصغير مكان. للمرور ،من اين هؤلاء الرجال ؟ اكنت تعرفهم كلهم ؟! لم أرى رجلا يوما يبكى ، الجميع يبكى الان ،أكانوا يحبونك لتلك الدرجة ؟ !
تمتمات وهمهمات تعلو وتنخفض ،سكنت حركة المرور بالشارع ،شاركوا فى الجنازة لم ارى ذلك قبلا ،المسافة بعيدة جدا ،لم تخرج من منزلك بل المشفى .سمعت عن اقارب كثيرون فى حكاياتك رأيتهم اليوم ،عمال ،جيران ،المل فضل السير على الاقدام دامية اعينهم الحب لا يرد عليه الا بالحب ، الركب يسير الان امام المنزل ، تجرى امى ورائك يحتضنها خالى يحاول ارجاعها للمنزل لن تستطع ان تواصل ،تصرخ ،تغيب عن الدنيا ،يتركها ليلحق بك ،كان يحبك جدا ،انت ايضا ،أصمت ،لا أصرخ لا ابكى ،انظر فى تبلد للمشاعر ، أتأمل المسيرة ،أخذها للمنزل وأعود احاول اللحاق بك لم يمهلنى خالى لم يتركنى لوداعك احسد " اخوتى الصغار فرح انت بذلك ، رغم انهم أطفال شاركوا ،رأو جثمانك لأخر مرة ،شاهدا عملية اادفن كاملة ، لم يفهما ، لم يدركا أنه الوداع الأخير ،لم يفهما معنى كلمة الموت ،حتى انا لم ادرك انها بهذه القسوة صغيرة كنت ، لم أعلم اننى كنت كبيرة بدرجة كافية تجعلنى على درجة من التعقل والحكمة ، هادئة وثائرة فى أن واحد تمالكت نفسى ، كنت أقوى من المحنة ، مارست حياتى فى فتور ، انفث عن غضبى باللعب يستطيع احد أثنائى عما أفعله نظرات حزينه كلها شفقة لحالى كانوا يعرفونك ايضا ويحبونك امسك بالمضرب ،اضرب الكرة بقوة لا أعرف من اين ؟ لا أكف عن اللعب ساعات وساعات لا أحد يلعب معى الأن افعلها مع الجدار طيب انت تتحمل ضرباتى دون كلل ،همسلا ،ليست طبيعية ،ضحكات مكتومة من زملائى لا أعيرهم انتباها ، أكمل لن يروا دمعة واحدة ،لن أضعف ،ادرب نفسى على تحمل المسؤلية . اغبياء لم يفهموا كم كنت ........................
اردد بيت شعر بالاذاعة المدرسية ،بيت شعر بصوت رخيم حزين لا أذكر ه الان .
آتية اليك ،ارتدى ملابسى ، أقرأ "سورة يس ، الفاتحة " أسقى شجرة هالنى حجمها أكبرت لهذه الدرجة لم أرها وهى دون العام ، لم أسقها مرة بعدها ،لكنها كبرت ترعرعت دونى من المؤكد ان أحدا قام بسقايتها لم اعرف اسمها ،شدتنى رائحتها تفوح مع الرياح وكأنها الياسمين لكنها ليست هى ،زرعت بجانبها شجرة الصبار ،سمعت انها تخفف من عذابات الموتى ، أكانت لك ذنوب لتخففها ؟! لا اعتقد لم ارك يوما منقطعا عن الصلاة .
تعنفنى بشدة لتركها لم تسئ معاملتى ،لم تكره يوما أحد ، أحببت وبادلوك الحب وها أنا ارى ميراث تركته لى ،الحب ، العمل عباده ، استشهاد نلت ما أردته ، اجتهدت حتى الموت ،نلت الموت .
اذن لا داعى لزهرة الصبار ،بل لها داع ِ من الممكن ان تتحول زهرة الصبار الى ورقة عطوفة حانية ليعطر شذاها القلب الحزين ،
من الممكن ان تلهمنى الصبر ، العفو ، المغفرة ،لا أنت .
أطبع على جبين اوراقها قبلة ، أتمنى ان يمتصها الثرى لتصل الى جبينك ،.
لا تفرطى فيها، لا تهدرى الامانة .
لا أعلم متى سأزوره ثانية ،أتمتم .
أقرأ الفاتحة ( )
أعود من حيث أتيت لا أرى امامى ........................

عنوان الموضوع: "هل فى الامكان ؟ رواية ل....فيفى سعيد محمود ( فيفى شرارة ) الجزء السادس من الرواية "

إرسال تعليق

الاعضاء