صرخه أمرأه / ساميه علي


صرخه أمرأه
جلست تراقبه ذلك الراقد علي سريره ينهشه المرض وتذكر ما فاته من أيام وكم كان يحنو عليها وكم كان تلك الايام الماضيه ايام سعاده عاشتها معه ومع اولادهما وفجأه افاقت وهي تمسك بيديه التي تجمدت وما عاد القلب ينبض وبدأت تصرخ وتنادي ابنائها فقد فارق الحياه.
تخيلت بعفويتها كم ستكون حياتهما حيث رأتها قاحله لان زوجها لم يكن موظف ولا يوجد دخل لتعول أبنائها .
وبعد مرور اربعين يوم من وفاه زوجها فقد مروا عليها وكانهم اربعين سنه لتجولها بالشوارع باحثه عن وظيفه .
وذات يوم ذهبت لاحدي المستشفيات لتتوظف هناك حيث كان معها شهاده تمريض.
وفجأه جاء مريض من عائله ثريه وكان مرضه لعين وهو الفشل الكلوي ولا سبيل لنجاته سوا زرع كلي له .
وفكرت تلك المرأه قليلاً وقد خفق قلبها خوفاً من ان تتقدم لهم .ثم فجأه تريثت واتجهت أليهم قائله لهم أنا مستعده للتبرع لكم بأحدي الكلي وعمت الفرحه علي وجوههم واسرعوا للطبيب واجروا التحاليل والفحوصات الازمه .
ولحسن الحظ كانت النتائج متوافقه مع المريض .واشترطت عليهم ان تأخذ نصف المبلغ قبل اجراء العمليه وبعد ان اخذته ارسلته لابنائها عبر البريد مع خطاب دونت به انها سافرت ألي الخارج بعقد عمل لمده شهر تبع المستشفي وكان الخبر كالصاعقه التي نشبت البيت ومر الشهر ونجحت العمليه واتجهت الوالده ألي المنزل ومعها هدايا وأموال كثيره وبعد لحظات من دخولها المنزل ورؤيه البسمه علي وجوه أولادها رن هاتفها وقد كان المريض الذي تبرعت له فقد كان يريد ان يطمئن عليها ولكن ما حدث ان ابنها الاكبر هو من رد علي تلك المكالمه وقبل أن يتحدث سمع الشاب يقول لوالدته كيف حالك اليوم ست الكل .
لم يتريث الابن لسماع بقيه الحديث وثار غضباًواغلق الخط وتوجه بالسؤال لوالدته من هذا الشاب ولما يتصل بكي وكيف جنيت كل ذلك المال؟؟ .لماذا بعت نفسك ؟ لماذا قدمت جسدك لهم ؟؟ تساؤلات اثارت جنون الابن ولكن لواقع تلك التساؤلات علي الام انها اصيبت بذهول وقالت له كيف تجرؤ علي الحديث معي هكذا وظل بقيه اخواته واقفون في صمت فلم يدركوا عن ماذا يتحدثون .
فظلت الام تبكي وتصرخ ثم خرجت من المنزل بسرعه لم يشهدوها من قبل .
والقدر قد شاء ان تصطدم بسياره ذلك الشاب التي تبرعت له فانقلها الى المشفي لكن اصابتها لم تصل لدرجه السوء فقد كان كسر برجلها اليمني .وواخذ يسألها لما تبكي ولما لم تردي علي الهاتف فسردت له ما حدث .فتركها بعد ان اخذ عنوان منزلها وذهب ألي أبنائها وحكي عليهم ما حدث مع والدتهم وكم كانت ضحيه تفكير سئ واسرع ابنايها الى المشفي التي تتعالج بها .
ولكن البنت ظلت تبكي واضعه يديها علي عيناها ولم تستطع التحرك فقد اهلكها البكاء فذهب ذلك الشاب اليها ورفع وجهها اليه فأستقر بقلبه حبها ونظر بعيناها وغمرها حناناًواخذها الى والدتها وبعد مرور ثلاث شهور من الحدث تقدم ذلك الرجل لخطبه ابنه تلك المرأه وعاشوا في سعاده ألي الابد .تلك هي صرخه أمرأه .....
 ساميه علي

عنوان الموضوع: "صرخه أمرأه / ساميه علي"

إرسال تعليق

الاعضاء