-فيزيولوجية الإنسان----
هو التكوين النفسي للمرء وهذا يختلف من شخص لآخر وفق البيئة والمنظور الثقافي والظروف المحيطة به وأن تشابه مع الغير بكثير من الخطوط العريضة ولكن يختلف عنهم بجزئيات دقيقة تفصله عن الآخرين ليكون هو دون غيره فالإنسان بتكوينه الخارجي يتشكل من أعضاء هي نفسها وذاتها عند جميع البشر ولكننا لا يمكن أن نجد عيونا تتشابه مع الأخرى سواء في الشكل او في بصمة العين وهكذا النفس فهي واحدة في ارتقائها للشر والخير ولكن نسب ذلك مختلفة عند الجميع نظرا للمحيط الذي ينتمي إليه وللاستعداد الشخصي والميل الذاتي الذي يخلق مع الإنسان-- وقد تقوم الدنيا بداية من الأسرة ووصولا" إلى كل المعطيات في تشكيل الملفات العقلية التي تملأ بمرور الأيام وتجارب الحياة –وبالتالي كما هو معلوم بأن البشر على نوعين وبينهما النوع الثالث المسمى بالوسطي نجد بأن باطن الإنسان ينقسم إلى مجموعات كثيرة فهناك النفس الحاقدة الحاسدة اللئيمة وهي نفس مدمرة لصاحبها ولمجتمعها يغلب عليها سواد قاتل ومرد ذلك طمع وجشع وجهل ساهم في تكوين معالمها كل من البيئة الداخلية و الميل الشخصي الذاتي إلى الشر وهناك الشخصية العصبية الثائرة الإنفعالية المندفعة التي تثور كالبركان الصاعق في أي لحظة إستفزاز وغالبا ما تكون هذه النوعية طيبة القلب نقية السريرة صافية النية لا تهاب قول الحق وخاصة في لحظة فورانها ولا بد من الإشارة هنا إلى إن القوى العقلية في لحظة العصبية تفقد أكثر من ثلاثين بالمئة من التوازن العقلي ويصبح الإنسان في حالة هياج غير قادر على ضبط النفس وامتلاك ذاته وطبعا نجد أيضا"بان العصبية تنقسم إلى فئتين –فئة تملك العصبية وتفتقد لسرعة الإنفعال والأخرى تملك الصفتين وهي الأخطر ويمكن القول بأن للوراثة وللبيئة الداخلية أثر في هذه النوعية من البشروطبعا تلك الشخصية تفقد كثيرا" من حقوقها بسبب افتقادها لأسلو ب يتناسب مع طبيعة المجتمع الذي يقوم على المراوغة والنفاق والإنبطاح-وهذه الشخصية سرعان ما تهدأ لتعيش لحظات الندم ولكنها جبلت على ذلك ويمكن للظروف ان تخفف من حدتها أو تقوي من هيجانها ----ولا أنسى الشخصية الهادئة الباردة وقد تحمل في طياتها الغيرة والحسد وووو أو النقاء والصفاء والبساطة والطيبة وأعتقد بأن السبب في ذلك هو عدم مبالاتها لكل مجريات الحياة وبالتالي ستكون ردود أفعالها هادئة متزنة واعية صائبة وفقا لمنظورها ولرؤيتها الفكرية ----- تلك هي أهم الملامح--- بشكل سريع ومختصر وطبعا" لكل شخصية من هذه الشخصيات أقنعة تختلف من موقع لآخر ومن زمن لغيره وفق الضرورات فالشخص العصبي مثلا" في منزله يبدو أقل عصبية في العمل الذي يفرض عليه أرتداء قناع الموظف وهكذا ------في النهاية أقول بأن فيزيولوجية الإنسان وحركة المرء من الباطن ملفوفة بالأسلوب وهو لغة الإنسان الذي ينفرد به ليميزه عن غيره وهذه اللغة تتشكل من مجمل الحياة وتخضع لقواعد اجتماعية وثقافية واقتصادية وبالتالي هي في النهاية جواز سفر إلى عمق الإنسان العمق الذي لا يدركه إلا صاحبه وأجمل إنسان هو من تصالح مع ذاته وكان ظاهره كباطنه -سواء كان هادئا أو عصبيا أو حاقدا"—بشرط أن يتخلى عن التلون والمراوغة في أسلوبه الشبيه بالحرباء التي تغير من لون جلدها وفق لون الأرض التي تقف عليها—ولكن هذا الأسلوب الذي يرتديه الشخص في حياته ساقط في النهاية لأنه خسيس خالي من الكرامة والصدق وقد يسألني أحدهم أين هي الشخصية المتوازنة فأقول بأنها نادرة بعض الشيء في مجتمعنا العربي كما هي نادرة في المجتمع الغربي لأن النفس أمارة بالسوء----صباح الشخصية المتوازنة
المحامية رسمية رفيق طه
عنوان الموضوع: " "
إرسال تعليق